"الهداية الإسلامية" عدد ١٠٤ سنة (١٣٤٧ هـ / ١٩٢٨ م)، وأثنى على صاحبها ثناء جميلاً.
ونجد الشيخ الخضر يعرض بمواطنه وبلديّه الزعيم الشيخ الثعالبي، وينتقده، وذلك بنشره لرسالة كتبها ناقد ضدّ تصريحات للثعالبي تناصر في نظره الشيخ علي عبد الرازق.
والشيخ الثعالبي صديق حميم لعائلة عبد الرازق، وللأحرار الدستوريين، ولمّا سأله صحفي بالعراق، أجابه إجابة استفاد منها الكاتب: أنها تناصر آراء كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، مع أنّها -في الواقع- كانت تناصر حريّة الرّأي، وحقّ الصّدع به. فتلقّفتها مجلة "الهداية الإسلامية"، ونشرتها في عدد ٩ سنة (١٣٤٨ هـ / ١٩٢٩ م). ونشرُها دليل على الرضاء بما جاء بها من نقد لاذع لا يقوم في نظري على أساس متين، بل أقرب إلى الأسلوب الخطابي المهاجم.
وعلى كلٍّ، فهذه التصريحات بالعراق، ونقدها بمصر تجعل الزعيم الثعالبي مشاركاً في هذه المعركة الفكرية الحادّة، حتى ولو لم يقصد هذه المشاركة.
وقد شاركت جريدة "الصواب" التونسيّة في ذلك التاريخ بمقال تدافع به عن حرية الرأي، وتناصر ما ذهب إليه الزعيم الثعالبي، فتقول: هذا التحامل على الكتاب وصاحبه هو لنيل رضا نواح معينة ذات مطاعم في تبوُّء منصب الخلافة.
وهو مقال طويل يشارك به قلم آخر من تونس دفاعاً عن حرية الرأي، وإن لم يخض في صلب الموضوع، فهو يناصر شقاً، ويقف في الصفّ المقابل