العربية بمصر) الذي هو أحد أعضائه المؤسِّسين؛ فيقول في المطلع:
ما زلتَ تقتِنصُ المنى أسْرَابا ... وتُديرُ من خَمْرِ الصَّفا أكوابا
ويقول بعد:
أسلو البقاعَ سوى تهامةَ إنها ... كانتْ إذا خبروا البلادَ لُبابا
هي هالةُ العرْبِ الأُلى شادوا على ... هامِ النجوم الزاهراتِ قِبابا
وأمدّهم وحيُ السّماءِ بحكمةٍ ... ساسوا بها الأجسامَ والألبابا
إنْ سولموا كانوا الملائكَ سجَّداً ... أو حُوربوا كانوا الليوثَ غِضابا
عرّجْ على التاريح يُملِ عليك من ... خطراتِ هاتيكِ النفوسِ عُجابا
لا أظنّ أنّ مثل هذا الشعر فيه ما يعيب قائله! بل هو الشعر!
ولا أظنّ أننا في حاجة إلى الوقوف مع الخضر أمام (مجمع اللغة العربية) مرّة أخرى، برغم أنّه كرّر وقفاته عنده، وعدّد قصائده فيه، مُنَوّهاً بالمجمع وغاياته النبيلة، ومنتصراً للّغة العربية الفصيحة، ومُحَيِّياً رجالات الفكر الذين يعملون في صلب المجمع لإحياء اللغة وقواعدها وتراثها؛ جارياً في ذلك على نحو ما كان أنشده هو نفسُه من شعر في "حياة اللغة العربية"، على غرار ما فعل حافظ إبراهيم على لسانها ...
ومن أبيات الشيخ الخضر:
لُغَةٌ أُودِعَ في أصدافِها ... من قوانينِ الهدى أَبْهى دُرَرْ!
لغةٌ يُقطَفُ من أغصانها ... زهْرُ آدابٍ وأخلاقٌ غُرَرْ
هي بحرٌ ... غُصْ على حِليتها ... فلآلي البحر ليست تنحصر
ونخلص من حديث "اللّغة" في هذا الشعر، إلى استعراض جملة الأغراض