للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المثال سالف الذّكر، وسواه.

ويرتبط بوطنيّاته أوثقَ ارتباط: غرضان آخران، هما: "المِلّيّات" بما يشمل "العروبة" و"الإسلام" وبلدانهما، ثم "الإخوانيّات" بما يشمل الكلام عن أصدقائه وأترابه القدامى والمحدَثين.

ففي مجال "المِلّيّات" نجد الرجل من السبّاقين إلى تناول موضوع "فلسطين والصهيونية"، وما لوعد "بلفور" من ظلم فادح للعرب والمسلمين، وفي قصيدة: "أي فلسطين" شاهدٌ على ما نقول؛ إذ جاء في أبياتها الأولى قوله:

نصبَ البُغاةُ على ذراكِ لواءَ ... وكسَوْا مرابعَكِ الحسانَ دماءَ

كنتِ الشّرى ... وديارُك الآجَامُ ... لا ... يبني حَوالَيْها الجبانُ خِبَاءَ

وبنوكِ أسْدٌ ... مَن يجسّ طبَاعَها ... لم يلقَ إلا نخْوةً وإِبَاءَ

وفي الأثناء نجده يقول:

ما لليهود استوطنوكِ ... وصاعروا ... بعد الهوانِ ... خُدودَهم خُيَلاءَ

هاتي -فلسطينُ- الحديثَ عن الذي ... خَلَعت يداه على اليهود وَلاءَ

وأعدَّ للعرب الكرام قذيفَةً ... فتّاكةً ... أو طعنةً نَجْلاءَ!

ما "وعد بلفورٍ" سوى الزَّبَدِ الذي ... يطفو ويذهبُ في الفضاءِ جُفاءَ

نرجو أن يكون كذلك، ولكن لا يظهر لهذه النّبوءة في الواقع أيّ أثر. وللشاعر في "الملّيات" قصائدُ ومقطوعاتٌ عن غير فلسطين، وأخصّها عن "دمشق الشام، والسعوديّة، وتركيا، وشمال إفريقية، ومصر"، وغيرها، ونحن نكتفي بما ذكرناه منها.