للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما "الإخوانيّات"، فهي عند ابن الحسين ميدان فسيح، وعالم ممتع له ولقرّاء شعره؛ تلمس فيه وفاء الرجل وإخلاصه، وحسنَ تعامله مع الذين تربطه صلة الأخوة بهم، وتربطهم به.

وتتميّز إخوانيّاته التونسية عن سواها تميزاً واضحاً؛ إذ هي ترتبط عنده دائماً بذكرى الوطن، والحنين إليه وإلى ذويه.

ومن بين التونسيين يتميز الشعراء الذين بادَلَهم شعراً بشعر؛ كأمير شعراء تونس المغفور له "محمد الشاذلي خزنه دار"، والشاعر الملهَم المغمور الشيخ "عليّ النيفر" ... وحتى الشعراء غير المعروفين بإنتاجهم للشعر من التونسيّين؛ مثل: الشيخ "محمد المأمون النّيفر".

ومن طريف من نلتقي بهم في هذا المجال الإخواني: علّامتنا الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور" الذي نكتشفه شاعراً في مراسلة لصديقه الحميم شاعرِنا العلّامة الشيخ "محمد الخضر بن الحسين" الذي يجيبه عنها بقصيدة من وزنها وقافيتها:

فقصيدة ابن عاشور منها: قوله في أولها:

بعدتَ ونفسي في لقاكَ تَصيدُ ... فلم يغنِ عنها في الحنانِ قصيدُ

وخلّفتَ ما بين الجوانحِ غُضَةً ... لها بَين أحشاءِ الضّلوعِ وَقودُ

وفي جواب الخضر نقرأ قوله، في المطلع:

بعدتُ بجثماني. . . وروحي رهينةٌ ... لديكَ. . . وللودِّ الصميمِ قيودُ

لقيت الوداد الحُرَّ في قلب ماجد ... وأصدق من يُصْفي الوداد مَجيد!

ويقول في بيت الختام ... ولا ينسى وطنيّه ونضاله: