للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطّلُّ أصفى من دموع المِلاحْ ... فوق الوِشاحْ

هُبّي وجُزي في النّوادي الفساحْ ... ذيلَ المرَاحْ

هبي وهاتي نفحَ أُنسٍ قَراحْ ... يَشْفِي الجراحْ

ومن المقاطع الجميلة التي تزخر بمشاعر الشّوق والحنين إلى تونس الخضراء، وإحساس الألم للبعد عنه، هذا المقطع يكشف فيه الشّاعر أنّه تلقّى دروس الحبّ منذ كان صغيراً فيه، وأن تونس في قلبه، وأنّها أرض طيّبة، "وطن طاب مبيتاً ومقيلاً":

وطني علّمتني الحبَّ الذي ... يدعُ القلبَ لدى البيْن عَليلا

لا تلمني إنْ نأى بي قَدَرٌ ... وغدا الشّرقُ من الغَرْب بَديلا

عَزْمةٌ قد أبرَمتْها همّةٌ ... وَجَدَتْ للمجد في الظّعن سبيلا

أنا لا أنسى على طولِ النَّوى ... وطناً طاب مَبيتاً ومَقيلا

في يميني قلمٌ لا ينثني ... عن كفاح وَيرى الصّبرَ جَميلا

وعندما زاره بمصر أديب قادم من تونس الخضراء، حرّك أشجانه، وألهب حنينهَ، وأثار ذكرياته، فعبّر عن حبّه لوطنه، ذاكراً علاقته به، ووفاءه له؛ إذ هو يَدين له بتكوّنه العلمي، ويتشوّق إلى أخبار تونس وناسِها، فيقول مخاطباً هذا الأديب، وكلّه عرفان بالجميل للوطن:

أمحدّثي رُبّيتَ في الوطن الذي ... رُبّيتُ تحتَ سمائه وبلَغْتُ رُشْدا

وجَنيْتَ زهْرَ ثقافةٍ من روْضةٍ ... كنتُ اجتنيتُ بنفْسجاً منها ووَرْدا

هاتِ الحديثَ فإننّي أصبو إلى ... أنباء تونسَ من صميم القلب جِدَّا

ونشير إلى القصيدة ائتي تعجّ بعواطف الأسى الناتجة عن البعد عن