للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سفير الدولة العلية إبراهيم حقي.

ثم ذهبت إلى وزارة الخارجية، وقابلت بعض موظفيها، ثم ذهبت إلى إدارة الاستخبارات الشرقية، ولقيت هناك الشيخ أحمد والي أخا الشيخ حسين والي، وكان مدرساً للغة العربية في جامعة برلين.

وأقمت في برلين عشرة أيام، وذهبت بعدها يصاحبني مدير إدارة الاستخبارات الشرقية إلى قرية تبعد عن برلين مسيرة نحو خمسين دقيقة في القطار، يقال لها "ويزندورف"، وبقرب من هذه القرية محلُّ أسرى الحرب التونسيين والجزائريين والمراكشيين (١)، ودخلت محل الأسرى، ورأيت بينهم كثيراً ممن كنت عرفتهم في تونس والجزائر، وأقمت في نُزُل بهذه القرية نحو شهرين، أتردد خلالها على برلين، ثم انتقلت إلى الإقامة في نفس برلين، وصرت أذهب منها إلى قرية "ويزندورف" في الأسبوع مرتين أو ثلاثة".

وفي جزء آخر من أوراقه عن أيامه في ألمانيا يقول: "وكنت ألاقي في إدارة الاستخبارات الشرقية كبير المستشرقين "نفرتمن"، وكان قد أنكر على الحكومة الألمانية موافقتها لتركيا على إعلان الجهاد الديني، ووجدت بينه وبين الشيخ صالح الشريف مناقشات في هذا الشأن.

وأخذنا نتحدث عن الفرنسيين، فأثنى على أخلاقهم، وقال: إن فيهم


(١) لم يذكر الكاتب -قصداً وعن سوء نية- المهمة الجهادية الكبرى التي قام بها الإمام محمد الخضر حسين في ألمانيا، وهي الاتصال بالأسرى المغاربة لتنظيمهم وعودتهم إلى المغرب لمحاربة الاستعمار الفرنسي. (راجع: كتاب "جبهة الدفاع عن إفريقية الشمالية"، وفيه المشاهد الرافعة لنضال وجهاد الإمام محمد الخضر حسين).