لقد كان -رحمه الله- عقلاً إسلامياً مجدداً، ومناضلاً في سبيل النهضة العربية، والإحياء الإسلامي، يتحلَّى بخلق الأولياء والصديقين والشهداء.
- فهو في تونس يواجه الاستبداد الاستعماري، والمسخ الحضاري بالدعوة إلى إحياء العربية؛ لتكون سلاحاً في معركة الأمة من أجل حريتها، واستخلاص هويتها العربية الإسلامية، ويستنهض الشعب بإبراز قيمة ومكانة "الحرية" في الإسلام، ويدفع الثمن هجرة من الربوع التي نشأ فيها.
- وهو في المشرق، بدمشق، يواجه تسلط السفاح أحمد جمال باشا، فيدفع الثمن سجناً وتعذيباً، فلقد كان عداؤه للاستعمار الأجنبي وللاستبداد الداخلي شديداً ودائماً.
فَلا كانَ من عيشٍ أَرى فيه أُمَّتي ... تُساسُ بِكَفَّيْ غاشمٍ وغريبِ!
وهو في مصر يتصدى لخطر الغزو الفكري، ممثلاً في تياره "التغريب"، فينقض كتابي علي عبد الرازق، وطه حسين، ويسهم بالفكر في إنهاض العروبة، وتجديد الإسلام، ويسلك سبل التنظيم - الاجتماعي والفكري والقومي والعلمي - من خلال (جمعية الهداية الإسلامية)، ومجلتها، و (جمعية تعاون جاليات إفريقية الشمالية)، و (جمعية الشبان المسلمين)، و (وهيئة كبار