الصورة المعبرة عنه، أما المفاضلة بين إنتاج شاعرين، فهذا لا يصح إلا بالنسبة للناقد الذي تناول معظم شعرهما، على أن يعرف بالرجحان وبالموضوعية.
وعنده: ما يميز الشاعر الجيد عن غيره، هو: من كان "شعره أقل خطوراً على الذاكرة، أو أوسع نطاقاً في التخييل، أو ألذ وقعاً على الذوق".
- غرابة المعاني المتخيلة مع الجمع الجيد لكل أجزاء القصيد.
- التوسع في الخيال مع ابتعاد عن البساطة، وعن التعقيد المفرط.
- الالتزام بالذوق السليم.
والخضر حسيَن يعتبر أن المعاني المطروقة عن الشعراء هي نفسها تقريباً، ولذلك فإن السرقات الشعرية مقبولة مادام الشكل أو البناء مبتكراً، فكلما كان هذا الأخير جيداً، كان القصيد بليغاً، وفي بعض الأحيان تكون السرقة أبلغَ وأكثر براعة من الأصل، وهنا يرجع الفضل لللاحق، لا للسابق؛ أي: للفرع، لا للأصل.
ولاحظ: أن "فن التخيل كسائر الملكات والصنائع يترقى شيئاً فشيئًا ... وهذا ما حصل في الشعر العربي، فالخيال في الجاهلية شحيح يسير على نفس المنوال، وإن أمثله الخيال الراقي نادرة في أشعار الجاهليين"، وأرجعَ ذلك إلى أن العرب في الجاهلية كانوا لا يشاهدون إلا مناظر فطرية؛ كالكواكب والحيوانات والصحراء.
ثم وبعد نزول القرآن، وما أضافه من معان جديدة وصور طريفة، ترقى الخيال الشعري وتطور، ثم ترقى في العهد العباسي نتيجة لاختلاط الأمة العربية بأمم أخرى، واحتكاكها بحضارات مغايرة لحضارتهم، فازداد