واعتقاده هو أن مسيرة الشعر العربي هي مسيرة موصولة الحلقات، بدايتها الشعر الجاهلي، ونهايتها الشعر المعاصر؛ أي: أن هذا الشعر حافظ على روحه، وعلى أركانه، وأنه لم يتعرض إلى طفرات أو فواصل فارقة ذهبت به، هي مجرد قفزات حققها بعض الأفذاذ من الشعراء.
وعنده: أن التراث الشعري العربي هو تراث ثري بإبداعاته وبأساليبه، وبمضامينه وبلغته، وأنه من المستحيل تجاوزه من قبل أشعار الأمم الأخرى، أو تدميره واجتثاثه.
والأهم في الأزمنة المعاصرة، هو: إعادة قراءته ونقده بموضوعية، واستخلاص جوهره؛ لأن ذلك يساعد على النهوض به.
* نقض كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين:
أثار كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" ضجة كبيرة في الوسطين الديني والأدبي، فتصدى للرد عليه جمهور من علماء الدين، ومن الأدباء، من ضمنهم: محمد الخضر حسين، الذي وضع كتاباً في الغرض عنونه بـ:"نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، ويشتمل هذا الكتاب على ثلاثة أبواب، وستة عشر فصلاً، وهو نفس التقسيم الذي اتبعه طه حسين.
يقول الخضر حسين بأن كتاب "في الشعر الجاهلي" ليس فيه ما يثير سخط الناس سوى ما كان طعناً في الإسلام صراحة أو غمزاً، وما عدا هذا، إنما هو الخطأ، أو الشذوذ الذي اعتاد أهل العلم سماعه في طمأنينة، وتقويمه برفق وأناة، والآراء التي يقول طه حسين: إنه سيعلمها إلى الناس على الرغم من سخطهم، إنما هي آراء سبقه إليها آخرون، منهم: عمر بن الخطاب الذي