قال:"تشاغل العرب عن الشعر وروايته في صدر الإسلام بالجهاد، ولما جاءت الفتوح، واطمأنت العرب، راجعوا رواية الشعر، فلم يؤولوا إلى ديوان مدون، ولا كتاب مكتوب، وألفوا ذلك وقد هلك من هلك بالموت والقتل، فحفظوا أقل ذلك، وذهب عنهم منه الكثير".
وقد تبع ابن الخطاب في قوله ابنُ سلام الذي كان ينقد ما كان يرويه ابن إسحاق وغيره من أصحاب السير في الشعر يضيفونه إلى عاد وثمود، ويؤكد أن هذا الشعر منحول مختلق.
كما تبعه جرجي زيدان، ومصطفى صادق الرافعي، ومرغليوث، الذي ادعى أن الشعر الجاهلي مزور ومصنوع، وذلك منذ سنة ١٩١٦ م.
ويعقب الخضر حسين:"صحيح أن في الشعر الجاهلي تزويراً، وهو ما لا يختلف فيه النقاد القدامى والجدد، أما أن يكون التزوير قد استحوذ على الشعر الجاهلي بأسره، أو أتى على الكثرة المطلقة؛ بحيث يكون الصحيح قليلاً جداً لا يمثل شيئاً، ولا يدل على شيء، فدعوى لا تتكئ على رواية، ولا يقوم بجانبها برهان".
ويضيف:"صحيح أن صفوة الشعر كان يُتلقى بالرواية حفظاً، ولكن من المحتمل جداً أن يصل شيء منه عن طريق الكتابة. وقد حكى ابن جنّي في "الخصائص ": "أن النعمان بن المنذر أمر، فنسخت له أشعار العرب في كراريس، ثم دفنها في قصره الأبيض، فلما كان المختار بن أبي عبيد، قيل له: إن تحت القصر كنزاً، فاحتفره، فاخرج تلك الأشعار"، كما أن ابن سلام أورد في "طبقات الشعراء" ما يوافق هذه القصة، قال: "وقد كان عند النعمان بن المنذر ديوان فيه أشعار الفحول، وما مُدح به هو وأهل بيته، فصار