للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك إلى بني مروان".

وُيروى عن ذي الرمة: أنه قال لعيسى بن عمر: "أكتب شعري، فالكتاب أحبُّ إلي من الحفظ".

والخضر حسين لم ينزه رواة العرب من الغلط والغلو، والإضافة والحذف والانتحال، يقول في ذلك:

"ولا ندري مَن هذا الذي يعتقد أن خَلَفاً، أو حَمَّاداً، أو أبا عمرو، والأصمعيَّ أذكى من المعاصرين أفئدة، ولم يقع في الناس سوى أنهم يرجعون إليهم وإلى أمثالهم في أمر كانوا يقومون عليه، ولا طمع في الوصول إليه من غير طريقهم، وهو هذا الشعر العربي".

ويذهب هذا الناقد إلى أن الأخطاء المنافية للمنهج العلمي السليم التي وقع فيها طه حسين هو تشكيكه في اللغة الجاهلية، وقد تبين من كلامه أنه يجهل هذه اللغة، وقصارى ما فعل أن قال ما سمع النقاد من قبله يقولونه، وهو أن البحث الحديث أثبت خلافاً قوياً بين لغة حمير ولغة عدنان، متأثرين يقول أبي عمرو ابن العلاء:

"ما لسانُ حِمير بلساننا، ولا لغتهم لغتنا".

وكانت النزاهة العلمية وأصول البحث العلمي تحملان على طه حسين التفصيل في خاصيات كلٍّ من لغة حمير، ولغة عدنان، وضرب الأمثلة الشعرية والنثرية؛ للتدليل على وجاهة رأيه.

والخضر حسين لا يقصد أن الشرق هو في غنى عن الغرب، أو أن الشرق هو أعظم من الغرب، بل عنده أن الشرق اليوم هو في تراجع حضاري خطير،