وأن الغرب يتحمل الآن وحده مسؤولية الرقي والتقدم في العالم.
كما أنه لا ينكر ما "لديكارت" من فضائل على العلم والفلسفة ومناهج البحث، بل يذكر الغلو في إصدار الأحكام، والحط من شأن الحضارة العربية، والتغافل عن القول بأن الغزالي وابن خلدون وأضرابهما كانوا من المؤسسين للمناهج وللعلوم التي ارتكز عليها ديكارت وأضرابه.
وعنده: أنه لا شك في أن في الغرب ثقافة وعلماً، وأساليب بحث وتأليف، لكن من الضروري مناقشتها، وأن لا نمنحها من التقدير أكثر مما تستحق، وأن لا نحجم عن نقدها، والبحث عن منشئها، وما يترتب عليها من نتائج، ثم الحكم على إيجابياتها وسلبياتها معاً كأي عمل بشري قابل للخطأ وللصواب.
وهذا يقال إنما بالنسبة لما أبدعه العرب من علوم وآداب، ومناهج بحث وتأليف.
لكن من غير العلمي الرفع من شأن علم أو أدب أو منهجِ بحث على حساب آخر دون التمحيص والتدقيق، والإدلاء بالحجة والبرهان القاطع.
ويضيف:"صحيح أن المحدثين أوسعوا دائرة العلوم، وحققوا أشياء كانت غامضة، واستكشفوا أموراً كانت مجهولة، وهذا يدل على أن عقولهم أكبر من عقول القدماء، وإنما سنّة ترقي العلوم والفنون، وأن يبني المتأخر على أساس، أو الحجرِ الذي يصنعه المتقدم، ولو أخذنا نبغاء هؤلاء المحدثين، وحشرناهم في بعض العصور القديمة، لم يأتوا أحسن مما أتى نبُغاء ذلك العصر".