ويقول:"إن القدماء من المسلمين درسوا علوماً شتى، فخاضوا غمارها، وسابقوا الغير في الوقوف على أسرارها، وأبصروا فيها حقاً وباطلاً، ولم يقتصروا في علمهم بالحق حقاً على دليل موافقته للدين، ولا في معرفتهم للباطل باطلاً على دليل مخالفته له، بل كانوا يتوسمون في ذلك منهج المنطق الصادق، ويقرعون الحجة النظرية بمثلها".
وعنده: ليس من العلم في شيء تأليف كتاب بهدف الازدراء بانجازات الغير، أو بهدف ازدراء العلماء والأدباء، وهنا يضع الكاتب نفسه في مثل ما يشهر به؛ إذ أنه سيتهم بدوره بالتعصب والتحيز، وبعدم التثبت.
وهنا يضيق بمناهج النقد الديكارتية وغيرها ذرعاً، يتجاوز قواعدها، ويتجاهل قوانينها، ولا يحترم الصدق في البحث مغلباً هواه، ويصبح شغله الشاغل إيجاد مبررات لما تخيله، ويسوق أفكاره في صورة قطعية زاهية.
وعنده: ليست المزية في تصوير المنهج، وإنما المزية في العمل عليه بجد واستقامة، صانه من الخطل الاعتقاد في أن كل جديد هو جديد حقاً، وإن كل قديم يشير إلى التخلف والباطل.
والخضر حسين يعتقد: أن توظيف مناهج البحث الحديثة في النقد الأدبي غير كاف، خصوصاً إذا استعملت بهدف التحقير والتهجم، أو بهدف زعم الناقد بأنه أحاط بما لم يحط به أحد من قبله.
وعنده: البحث في الرأي أو الرواية دأب كل عالم نقّاد، وما البحث إلا أثر الشك في صحة الرأي، أو صدق الرواية، والشك قد يكون ذريعة للعلم، وقد ينحدر بصاحبه في جهالة، والأول محمود العاقبة، والثاني لا خير فيه.