وتولى رئاسة تحرير "مجلة الأزهر"، و"لواء الإسلام"، ورئاسة (جمعية الهداية الإسلامية)، واختير عضواً بهيئة كبار العلماء ١٩٥١ م، وهو إلى ذلك عضو بمجمع اللغة العربية منذ أنشئ. وقد استقال فضيلته من المشيخة في (٢ جمادى الأولى ١٣٧٣ هـ - ٨ يناير ١٩٥٤ م)، وتوفي -رحمه الله- في ١٤ رجب عام ١٣٧٧ هـ.
وقد نعى الأزهر في يوم الاثنين ١٤ رجب سنة ١٣٧٧ هـ عالماً إسلامياً جليلاً، ومجاهداً من الرعيل الأول، ممن أبلوا البلاء الحسن في كفاح الاستعمار: الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر السابق، ورئيس (جمعية الهداية الإسلامية) عن نيف وثمانين عاماً، قضى معظمها في التدريس، وفي الكتابة والتأليف، وفي جهاد مرير في شبابه دفاعاً عن حقوق عرب شمال أفريقية وغيرهم من أقطار العروبة.
ولد الفقيد الجليل في وطنه الأول في بلدة "نفطة" من مقاطعة الجريد بتونس، ونشأ في بيت علم ينتمي أصله إلى الجزائر، وشرع في طلب العلم في بلدته، ثم أتم تعليمه في جامعة الزيتونة، وتخرج منها، ومارس بعد تخرجه التدريس، ثم القضاء، كما قام وإنشاء أول مجلة علمية أدبية بالمغرب، ثم رحل إلى تركيا، وأقام بها وقتاً قصيراً، ثم حضر إلى دمشق؛ حيث عين مدرساً بمدرستها الثانوية الوحيدة يومذاك -وكانت تعرف بمدرسة عنبر-, وطل في دمشق إلى أوائل الحرب العالمية، ثم رجع إلى إستانبول، فانتدبته الدولة العثمانية إلى برلين مع بعثة مؤلفة من كبار علماء شمال إفريقية للاتصال بأبناء شمال إفريقية ممن وقعوا في أسر الألمان في أثناء الحرب، وبانتهاء الحرب عاد إلى دمشق مدرساً في نفس المدرسة، وكان العهد عهد