للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكومة الفيصلية الوطنية.

وكانت الحكومة الفرنسية قد حكمت عليه بالإعدام؛ لانضمامه إلى الدولة العثمانية، ولذهابه إلى ألمانيا -كما مر ذكره-، فما إن دخلت فرنسا سورية حتى غادرها جميع الأحرار من المجاهدين العرب، وكان منهم الفقيد الشيخ الخضر، فجاء إلى مصر حوالي عام ١٩٢٠ م، وظل فيها بعض الوقت مغموراً، ثم عرف فضله ومكانته، فعين أولاً مصححاً بدار الكتب المصرية.

وفي هذه الأثناء صدر في مصر كتابان شهيران أحدثا دوياً في ذلك الوقت في الأوساط الفكرية، وهما: كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للعالم الأزهري الشيخ علي عبد الرازق، وكتاب "في الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين، ونظراً لما اشتمل عليه هذان الكتابان من آراء مضللة، تصدى بعض كبار الباحثين للرد على كل منهما، وكان للمرحوم الشيخ محمد الخضر حسين فضل الرد على كلا الكتابين حينئذ؛ حيث أفرد لكل منهما كتاباً مستقلاً، كانا من خير ما كتبه الكاتبون في هذا المجال.

وظل الفقيد يعمل مصححاً بدار الكتب بضع سنوات إلى أن مُنح شهادة العالمية الأزهرية، ثم تعين مدرساً بالأزهر، وكان ذلك في عهد الشيخ المراغي ... وأخيراً تعين عضواً في هيئة كبار العلماء، وهو المنصب الذي أهله -فيما بعد- لأن يصبح شيخاً للأزهر.

وعقب تعيينه مدرساً بالأزهر أنشأ (جمعية الهداية الإسلامية) بمصر، وظل يرأسها، ويرأس "مجلتها" إلى عهد قريب، كما كان أول رئيس تحرير لمجلة "نور الإسلام "، وهي المجلة التي أصدرتها مشيخة الأزهر سنة ١٣٤٩ هـ.