في سن الثانية عشرة نظمَ الشعر. وفي هذا العهد انتقلت أسرتي إلى مدينة تونس، والتحقتُ بطلاب العلم بجامع الزيتوطا)، وكان ذلك عام ١٨٩٩ م، أحب أستاذَه الشيخ سالم بو حاجب الذي كان يحثه على البحث، ويلاقي السؤال المهم بابتهاج، ويدعو للطالب بالتفتح، يقول:"كان يقول الشعر، مع كونه يغوص على المسائل العلمية بفكر ثاقب"، وكان الشيخ بو حاجب قد رفض وِسَام السلطان، ووسام الباي، فأحب منه الشيخ الخضر هذا الاعتداد بالنفس، "بعد أن نلت درجة العالمية، أنشأت مجلة علمية أدبية، وهي أول مجلة أنشئت بالمغرب، فأنكر علي بعضُ الشيوخ، وظن أنها تفتح باب الاجتهاد، وشجعني على إنشائها شيخنا بو حاجب، كما شجعني عليها الوزير محمد بو عتور".
كانت خطته: الإصلاح الاجتماعي والديني، والعمل لإعادة مجد الإسلام، ولكنه لم يلبث أن اختلف مع السلطات بشأن العمل في القضاء، بعد أن وليّه في "بنزرت" ١٩٠٥ م؛ إذ فضل العودة إلى التدريس في الزيتونة، فلما خاطبته المحكمة الفرنسية ١٣٢٥ هـ بالعمل في المحكمة عضواً؛ ليحضر حكمها بين الوطني والفرنسي، امتنع، ولم يقبل أن يصدر الحكم الجائر.
واستقر رأيه إثر ذلك على الهجرة إلى الشرق، فاستوطن دمشق عام ١٩١٢ م، وكانت تحت سلطات العثمانيين، فنصب للتدريس في المدرسة السلطانية في كرسي الشيخ محمد عبده.
ثم اعتقله جمال باشا حاكمُ الشام، ورحل إلى الآستانة، فأُسند إليه التحرير بالقسم العربي بوزارة الحربية، وحين احتل الحلفاء الآستانة، رحل