ويجب أن تكون العلاقة بين طالب الأزهر وأستاذه علاقة روحية، قوامها الحب والمودة، والإخاء والخير.
"أميل بطبعي إلى الخير والسلام، ولم بن في حياتي متحزباً ولا متعصباً، بل كنت دائماً أكره التعصب والتحزب، وأؤثر أن آخذ الأمور باللين والهوادة، وشيخ الأزهر يمثل الأزهر، ويقوم على تحقيق معاني الخير والتواد والتحاب بين الناس، والأزهريون -بحكم وضعهم ووصفهم- هم الذين يبصرون الناس بحقائق دنياهم، لذا كان طبيعياً أن يكونوا متحابين في الله".
وعندما أثير أن هناك اتجاهاً لتوحيد الزي في مصر، والاستعاضة عن الطربوش بالبيريه، أو القبعة، عدا رجال هيئة العلماء، والعلماء المشتغلين بالتدريس، علق بقوله: "إنني علمت أن هناك اقتراحاً أن يكون الزي الموحد هو الزي الأوربي، لأنه أصبح عالمياً، ولأنه من الناحية العلمية أكثر ملاءمة لهيئات العمال والفلاحين، وهذا الزي يتألف من قميص وبنطلون بأثمان مناسبة، وأوضح: بأن القبعة والبيريه ليست زياً عالمياً، وأن فئات كثيرة من الملايين في آفاق لا حد لها من قارات الأرض لم تتخذ هذا الزي، وليس من الحتم على أية أمة أن تجاري الشكليات -حتى لو كانت عالمية- قبل أن تقنع بأنه أصلح لها، والأصلح لجو كل أمة هو ما دلتها عليه تجارب ألوف السنين، ومصر -على وجه الخصوص- عضو ممتاز في العالم الإسلامي الذي يزيد تعداده على ٥٠٠ مليون لن يرضى بأن يُفني شخصيته في غيره، ويندمج في الزي الأجنبي المزعوم عنه أنه عالمي.
لاسيما وأن في سنن الإسلام الجوهرية، التي لا يمكن أن يتساهل فيها المسلمون إلا بانحرافهم عن دينهم: أن يكونوا متميزين عن غيرهم، وأئمةُ