وصار بعد ذلك عضواً في (المجمع العلمي العربي) بدمشق.
وحين احتل الفرنسيون دمشق في منتصف عام ١٩٢٠ م - وكان الفرنسيون قد حكموا عليه بالإعدام غيابيًا بتهمة تحريضه المغاربة والتونسيين للثورة على الاستعمار الفرنسي- فرَّ من دمشق، وتوجه إلى مصر، وعُيِّن مصححاً للمطبوعات في دار الكتب المصرية، وهي وظيفة لا تسند إلا للأكفياء.
وفي عام ١٩٢٣ م أسس جمعية (تعاون جاليات شمال إفريقية)، وتولى رئاستها.
وتجلى نبوغه حين تصدى للشيخ علي عبد الرازق، حين صنف كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، وادعى أن الخلافة ليست شرطاً من شروط الحكم في الإسلام، فنقضه صاحبنا بكتاب طبع عام ١٩٢٥ م عنوانه:"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، فكان مبدأ شهرته.
وفي عام ١٩٢٦ م طلع طه حسين على الناس بكتابه "في الشعر الجاهلي" الذي طبق فيه منهج (ديكارت) في الشك في الشعر الجاهلي، وزعم أن جُلَّه منحول، وأنكر نزول سيدنا إبراهيم بالحجاز -خلافاً للنص على ذلك في القرآن الكريم-, فرد عليه مترجَمنا بكتاب عنوانه:"نقض كتاب الشعر الجاهلي" طبع في السنة ذاتها بمصر، ثم طبع غير مرة، فاستطالت شهرته.
ومنح الجنسية المصرية، واجتاز امتحان شهادة العالمية في الأزهر بتفوق، وغدا من مدرسيه في معاهده الثانوية، ثم أستاذاً في كليات الأزهر الشريف.
عيّن عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة (١٩٣٣ م). وفي عام ١٩٥٠ م طلب قبوله عضواً في هيئة كبار العلماء، ومن شروطها: تقديم بحث علمي ممتاز، فقدم بحثاً مطولاً عن القياس في اللغة العربية، فقبل بالإجماع.