ها هنا مرتعهم، خذ بيدي ... ودع الأينق في الروض طليقه
طال بي البين إلى أن أطفأت ... نظرة من ساكني البان حريقهْ
يا بدوراً حسنها ابتز النهي ... وهواها مدّ في القلب عروقه
عادت الأيام من هجرانكم ... لي خصماً بعد أن كانت صديقهْ
من دجى يقضيه جفني أرقاً ... وضحى يلبسه الليل غسوقه
وكفي جسمي نحولاً أن تخا ... لوه كالطيف خيالاً لا حقيقةْ
لم أضع للودحقاً، إنما ... حان أن يرعى الأخلاّء حقوقهْ
* غربة الفضلاء:
وسألت الشيخ الأكبر: لقد طال تنقلكم شرقاً وغرباً، ولم يستقر بكم المطاف فترة طويلة من حياتكم، فهل كنتم تحسون أثناء ذلك باضطراب أو قلق أو وحشة؟ ..
وأجاب في هدوئه المألوف: إن الذي يؤمن بعقيدة أو مبدأ، لا يحس بغربة مهما تنقل وارتحل، ما دام وفياً لعقيدته، متمكناً من مبدئه، ولقد طال تطوافي في جهات عديدة من أفريقيا وآسيا وأوروبا، ومرت بي فترات كنت أصبح فيها في مكان، وأمسي في مكان غيره، ومرت بي لحظات فيها سجن وقسوة، وعنف واتهام وتهديد، وحرمان ومطاردة، ومع ذلك كله كان للمرء أنيس، أي أنيس من ربه وإيمانه، ولقد كنت سجيناً في الشام، ومع ذلك كنت أرى في النوم أحلاماً أرضى بها وأستبشر، وبعض هذه الأحلام تحقق مفهومها، أو ما يقرب منه.
وليس معنى هذا أنني كنت حريصاً على حياة التنقل والاضطراب من