اللموشي، ودرس بعض العلوم الدينية واللغوية على عدد من العلماء، وخاصة منهم خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز" (ص ٢٥).
وبالعاصمة تابع الشيخ الحسين دراسته بجامع الزيتونة على عدد من الشيوخ البارزين، ثم تخرج منها ليؤسس مجلته "السعادة العظمى" التي تعتبر أولى المجلات بتونس، وذلك قبل أن يتقلب في وظائف عديدة في ميدان القضاء. وقد تأثر في هذه الفترة "بعدد من شيوخ العلماء الذين كان حريصاً لا على متابعة دروسهم فقط، بل كذلك على حضور مجالسهم، والاستماع إلى أحاديثهم ومناظراتهم في شتى فنون الأدب واللغة والدين. وأبرز هؤلاء الشيوخ ثلاثة، هم: الشيخ سالم بو حاجب، والشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ محمد النجار" (ص ٤٣).
وهؤلاء "وإن تشابهوا في القيمة العلمية، فقد اختلفوا في أسلوب التفكير، ومعالجة القضايا العلمية، وخاصة الإسلامية منها، كما اختلفوا في نظرتهم إلى الحركة الإصلاحية التي كانت محل حوار ونقاش وجدال لدى الأوساط الفكرية والثقافية في تونس في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين" (ص ٣٧).
ويشمل الباب الثاني حياة الشيخ محمد الخضر حسين بالبلاد السورية التي انتقل إليها أول مرة يزور إخوته الذين استقروا هناك. واتصل هناك بالأوساط العلمية والثقافية. وألقى المحاضرات، وتبادل الإعجاب مع جلة علماء الشرق إثر توقفه بالإسكندرية، ثم القاهرة أولاً قبل أن يصل مدينة دمشق في سنة ١٩١٢ م .. "وقضى الشيخ محمد الخضر بدمشق كامل شهر رمضان، زار خلاله أهم المؤسسات الثقافية بالعاصمة السورية، وخاصة الجامع الأموي،