حيث ألقى اثني عشر درساً في الحديث حضرها عدد كبير من طلاب العلم والشيوخ" (ص ٦٢).
وعلى إثر عودته من دمشق، وجد قراراً بفصله من خطة التدريس بالمعهد الصادقي ينتظره، فحزّ ذلك في نفسه، وقرر الرحيل إلى الشرق نهائياً.
و"منذ المدة الأولى التي استقر فيها بدمشق، وقع انتدابه للتدريس بالمدرسة السلطانية. وهي من أبرز المعاهد الدينية بالبلاد السورية .. وبالإضافة إلى ذلك واصل إلقاء محاضراته العلمية بالجامع الأموي، وكتابة مقالاته في الصحف والمجلات، ويبدو أنه اهتم في هذه الفترة بالمشكلة العربية والتركية، ودعا إلى ضرورة تمتين روابط الإلفة بين العرب والأتراك في ظل الخلافة العثمانية" (ص ٦٩).
وفي حمأة الأزمة التي أثارها بطش جمال باشا السفاح بالوطنيين الشاميين، أدخل الشيخ الخضر السجن، ثم لم يلبث أن أفرج عنه لبراءته، وانتدب في خدمة العثمانيين متنقلاً بين الآستانة وألمانيا في محاولة تثوير الوطنيين التونسيين، وتكتيل جهودهم ضد الاستعمار الفرنسي الذي كان يوالي الحلفاء ضد الألمان والأتراك.
وبعد نهاية الحرب، وبعد استباحة الاستعمار الفرنسي دمشق، قر قرار الشيخ الخضر بالهجرة إلى مصر التي قضى بها بقية حياته، وفيها أثبت خطوته التي أهلته لأن يكون ضمن أعضاء مجمعها اللغوي، وشيخ جامعها الأزهر في سنة ١٩٥٢ م.
وقد كانت للشيخ الخضر في مصر نشاطات جمة: أبرزَها الأستاذ محمد مواعدة في الباب الثالث والأخير من كتابه .. نشاطات تهتم بوضعية المغاربة،