للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في عنواني ديوانيهما، ومن جهة أخرى: في أثرين من إنتاجهما النثري.

أما في الشعر، فقد تعلق كل منهما بالحياة، ولكن على طريقته، فكان إحساس الشابي بالألم، ومعاناته للمرض، وتوْقه الذي لم يتحقق إلى لون معين من الحب، وشعوره العارم بأن الموت يلاحقه في كل مجال، والفناء يطارده بكل سبيل .. كل ذلك ولَّد فيه ردود فعل إيجابية مرة، وسلبية مرة أخرى، ولكن الإيجابية هي التي تغلبت؛ إذ جعلته يتحدى كل تلك العوامل المؤلمة، ومما عبر عنه أصدق تعبير ببيته الشهير الذي سمي به وبأمثاله: (شاعر الحياة):

كالنسر فوق القمة الشماء ... سأعيش رغم الداء والأعداء

وانعكس تحديه على ديوانه الذي اتخذ من الحياة جزءاً من عنوانه: "أغاني الحياة".

وقد كان لصاحبه ابن الحسين نظرات إلى الحياة، قد تتفق مع نظرات الشابي، وقد تختلف عنها في جوانبها الشخصية والاجتماعية والسياسية .. ولكنها تتفق معها على كل حال في: الإحساس بالظلم والضيم، والتمرد عليهما، والْتماس حياة أفضل في الداخل، وإلا، كان التماسها في الخارج، ويتفق مع الشابي خاصة في انعكاس نظراته تلك على ديوانه، الذي اتخذ الحياة، كصاحبه جزءاً من عنوانه: "خواطر الحياة".

وأما في النثر، فقد عالج الأديبان الكبيران -كل بطريقته أيضاً- موضوعاً واحداً، أعتقد أن البون كان فيه شاسعاً بينهما .. وهو موضوع (الشعر العربي)، وما له صلة به من (الخيال) الذي هو في اعتبار العرب القدامى والوسيطين عنصر أساسي لا يسمى الشعر بدونه شعراً.