٣ - حارب كل مثبطات العقل والعلم، وأخطرها بالنسبة إليه: السلفية؛ سلفية الطرقية التي تصف نفسها بالصوفية، أو هي صوفية حقاً، والتي تعادي التربية ذات المنهج العلمي والعقلي؛ لأن هدفها هو (ترويض مريديها)، والسيطرة على سلوكهم بواسطة الترهات والأوهام لكي تصير منهم كائنات خانعة قانعة خاضعة خائفة متقوقعة على نفسها، تعيش في عالم سحري مشبع (بالخوارق)، و (الكرامات) التي نسجتها (الإسرائيليات) لغايات أيديو لوجدية بحتة، متشبعة بأفكار ونظريات هي أبعد ما تكون عن الدين (ما جعل المسألة خطيرة، وتبعة السكوت عنها غير هينة؛ لأن مثل هذه الطرق تمس الإسلام، وتلصق به وصمة تجعل بينه وبين الجاهلين حجاباً كثيفاً)؛ لأن مثل هذه الطرق تقتل مبادرات العقل، بل تقتل العقل ذاته.
٤ - وقد تفطن إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام من صحف ونشريات، وكذلك إلى الدور الذي تلعبه النوادي والجمعيات، وهذا الدور با لإمكان أن يكون سلبياً، لكنه يكون إيجابياً حتماً إذا تحمل مسؤولية هذه الصحف والجمعيات العلماء الذين تتوفر فيهم الشروط التالية:
أولاً: أن يكونوا على بيّنة مما يقومون به.
ثانياً: أن يتميزوا "باستقامة السيرة؛ لأن الناس لا يقتدون برأي مرشد، ولا تلين قلوبهم لموعظة واعظ، إلا إذا وثقوا بأمانته، وأبصروا حالته الظاهرة مثالاً لما ينصحهم".
ثالثاً: قدرتهم على التأثير، وتمكنهم من العلوم الإنسانية؛ مثل: علم النفس، والعلوم الموازية، والرافدة، والممارسة، ويؤكد "إلى ضرورة مراعاة أذواق المخاطبين باللسان أو بالقلم، ودرجاتهم الثقافية، وأحوالهم النفسية".