غلّ ذا الحبسُ يدي عن قلم ... كان لا يصحو عن الطرس فناما
هل يذود الغمض من مقلته ... أو يلاقي بعده الموت الزؤاما
أنا لولا همة تحدو إلى ... خدمة الإسلام آثرت الحِماما
ليست الدنيا وما يقسم من ... زهرها إلا سراباً أو جَهاما
وعاد بعد سجنه إلى التدريس في المدرسة السلطانية، والجامع الأموي.
ثم استدعي للعمل في الآستانة منشئاً عربياً بوزارة الحربية، بسعي من الشيخ حسن ظافر، وعلي باش حامبة الزعيم التونسي؛ ليتولى الإرشاد في جامع الفاتح.
ولما استقر في الآستانة، كان خاله قد توفي سنة ١٣٣٤، فباشر عمله، ثم كلف بمهمة في ألمانيا صحبةَ عدد من العلماء؛ كالشيخ صالح الشريف، وإسماعيل الصفائحي التونسيينِ، وبقي هناك تسعة أشهر على اتصال مع النازحين من ظلم الفرنسيين إلى ألمانيا. وتعلم خلال شهر اللغة الألمانية. ثم رجع إلى الآستانة، فبقي فيها مدة قليلة، عاد بعدئذٍ منها إلى "برلين" سنة ١٣٣٧، ومكث بها سبعة أشهر حتى انتهت الحرب العالمية، وحين هزمت تركيا، رجع إلى الآستانة، ومنها إلى دمشق، التي دخلتها الجيوش العربية بقيادة الأمير فيصل.
وفي دمشق تابع التدريس بالمدرسة السلطانية وغيرها. وعندما تأسس المجمع العربي سنة ١٩١٩، وعقد جلسته الأولى في ٣٠ تموز من هذه السنة، وقع تعيينه عضو شرف (١).