ويقول الشيخ في تواضع وطِيبة: ثم بحثت عن مأوًى آوي إليه، حتى اهتديت إلى حُجرة في الربع قريبة من الجامع الأزهر، إيجارها الشهري ٢٥ قرشاً، فاستأجرتها، وأقمت فيها، وظللت أتردَّد بين مسكني والرواق، وأقطع وقتي في القراءة والتأليف، وأُنفق من الدراهم التي أتيت بها إلى مصر.
* صحفي منذ نشأته:
وقد ولد الأستاذ الأكبر في سنة ١٢٩٣ هـ بـ"نفطة"، وانتقل منها، وعمره إحدى عشرة سنة إلى تونس؛ حيث التحق بجامعة الزيتونة، ونال العالمية، وجذبته الصحافة، فأنشأ في تونس مجلة "السعادة"، وتفرغ لتحريرها وخدمتها إلى أن تولى القضاء في مدينة "بنزرت"، ثم عاد إلى جامعة الزيتونة مدرِّساً بها، وكان يقوم بتدريس النحو والفقه، والأصول والبلاغة، وكان في الوقت نفسه مدرساً بالمدرسة "الصادقية"، وهي المدرسة الوحيدة في تونس.
وقد تزوج الأستاذ الأكبر في هذه المرحلة من حياته خمس مرات، وكان الموتُ أو الطلاق يفرق بينه وبين زوجاته، وظل عزباً إلى ما بعد هجرته إلى مصر، حيث بنى بزوجته السادسة التي تقيم معه الآن، وهي من عائلة مدكور، ولم يرزقه الله أولاداً من زوجاته الست.
* هجرة إلى الشام:
وفي سنة ١٣٣١ هـ، وعمره ٣٨ عاماً انتقل مع والدته وإخوته إلى الشام، وكانت بلاد الشام في هذا الحين دولة واحدة تضم سورية ولبنان وفلسطين. ومنذ ذلك التاريخ -أي منذ قرابة أربعين عاماً- لم يعد إلى تونس، وكانت