الصدر، وغيرُها من الأوصاف، وهو ممن سلم الناس من يده ولسانه، وله أسلوب في الانتقاد لطيف؛ إذ مداره الإقناع بالبرهان القطعي على صواب رأيه، دون جدال بعنف، أو تصلب بحمق، مع تحاشي المبالغة في التنديد اللاذع، مقتدياً بنبينا - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يمزح ولا يقول إلا حقاً.
هذا من جهة أخلاقه وطباعه، ومن جهة صحة إيمانه، وشدة شكيمته في الذود عن حياض دينه، فقد كان لا تغره في الحق لومة لائم، ويعد من أولياء الله الصالحين، لتقواه في السر والإعلان، وعليه، فهو داخل في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: ٦٢ - ٦٣].
فالشيخ عالم عامل بعلمه.
* لغته العربية:
إن لغة الشيخ الخضر هي العربية الصرفة، سواء في دروسه، أو محادثته العامة أو الخاصة، لسليقته المفطور عليها منذ أن تعلم العربية، بل كان يتحاشى استعمال اللغة العامية الدارجة بقدر الإمكان، وقد عرفتُ تعوده بذلك منذ أن كان مدرساً بجامع الزيتونة الأعظم.
* منهجه الإصلاحي:
إن هذا العلامة الديني يدعو إلى الإصلاح من الناحية الدينية بجميع الوجوه؛ اجتماعياً واقتصادياً، ولربما يحارب النعرة الوطنية البحتة التي جعلت المصريين ينقلون رفات المرحوم سعد زغلول الزعيم الأكبر من قبره الأول الإِسلامي لوضعه في قبره الثاني المماثل لقبور الفراعنةُ في شكله، والفراعنة جدود أقباط مصر المسيحيين.