للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العهد انتقلت أسرتي إلى مدينة تونس، والتحقت بطلاب العلم بجامع الزيتونة". ويؤرخ الشيخ دخوله جامع الزيتونة بسنة ١٣٠٧ هـ؛ أي: سنة ١٨٩٩ م. ويذكر الشيخ أنه تلقى العلم عن جلة الشيوخ، وذكر منهم: الشيخ سالماً أبا حاجب، والشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ رضوان. . . وهو لا ينسى عهد طلبه العلم، ولا يفتأ يذكر شيوخه، ويرثي من مات منهم. ونراه يكثر الحنين إلى منازه تونس، ومعاهد صباه وشبابه. فهو يقول في كلمة بعث بها رداً على تحية له من تونس:

بعيشك حدثني عن المعهد الذي ... قضيت به عهد الشبيبة رائدا

حظيت بأشياخ ملأت الفؤاد من ... تجلتهم لما خبرت الأماجدا

بيان أديب يقلب الليل ضحوة ... وفكرة نحرير تصيد الأوابدا

فلم يُرني أدرى وأنبلَ منهم ... رحيلٌ طوى بي أبحراً وفدافدا

كان الشيخ يحن إلى تونس ومغانيها، ولكنه كان لا يرى العودة إليها إلا بعد تطهيرها من قذى الفرنسيين، ونراه يقول:

فأين ليالينا وأسمارها التي ... تُبل بها عند الظماء كُبودُ

ليال قضيناها بتونس ليتها ... تعود وجيشُ الغاضبين طريدُ

وكان الشيخ أبو حاجب أحب الشيوخ إلى أستاذنا، فكان يكثر ذكره والحديث عنه. فلقد عرف الشيخ قدر تلميذه، وتوسم فيه النجابة ونباهة الشأن. يقول الشيخ الخضر: "وكان شيخنا سالم أبو حاجب يحب من الطلبة البحث، ويلاقي السؤال المهم بابتهاج، ويدعو للطالب بالفتح. كنت يوماً في درسه "الجامع" للبخاري، وقرر الشيخ الفرق بين صبر على كذا، وصبر