حيث درّس الإمام الشيخ محمد عبده، وكان ذلك سنة ١٩١٢.
ولقد أظلته الحرب العظمى وهو في دمشق. وكان جمال باشا سفاح الشام يناهض كل دعوة عربية، فوشي إليه بالشيخ، فاعتقله. ويقول الشيخ في اعتقاله:
جرى سمر يوم اعتقلنا بفندق ... ضُحانا به ليل وسامره رمس
فقال رفيقي في شقا الحبس إن في الـ ... ـحضارة أنساً لا يقاس به أنس
فقلت له: فضل البداوة راجح ... وحسبك أن البدو ليس به حبس
ورحل بعد هذا إلى الآستانة، حيث أسند إليه التحرير بالقسم العربي بوزارة الحربية، ويقول في هذا:"ولما وليت التحرير بالقلم العربي في وزارة الحربية بالآستانة، قدموا إلي ورقة لأكتب فيها شخصيتي، وما أميل إليه من العلوم أكثر من غيره، وجهة تخصصي العلمي. فكتب أني مختص بعلوم البلاغة وأصول الفقه الإِسلامي. وكان بجانبي أحد علماء "شنقيط"، فقال لي: لم زدت وصف (الإِسلامي)؟ فلم يسعني إلا أن قلت له: كتبتها لزيادة الإيضاح. وقد سمعت من يسمي القوانين الوضعية: فقهًا، فيضعون بالطبيعة للقوانين الوضعية أصولاً، فتكون كلمة (الإِسلامي) للاحتراز عن غيره".
وقد سافر إلى ألمانيا مرتين. وكانت المرة الأخيرة حين احتل الحلفاء الآستانة، فرحل زعماء الحركة الإِسلامية؛ كالشيخ عبد العزيز جاويش، والدكتور عبد الحميد سعيد، والدكتور أحمد فؤاد -رحمة الله ورضوانه عليهم-، وقد عادوا -كما يقول هو- في الباخرة التي حملت العثمانيين من "همبرغ" إلى الآستانة، وكان ذلك سنة ١٩١٨ م.
وهو يتحدث عن ألمانيا في ذكريات كثيرة، يقول في جزء فبراير من