للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لواء الإِسلام " ١٩٥٧: "وأذكر أني حين كنت في ألمانيا لم آكل من لحوم حيوانهم؛ لأني عرفت أنهم لا يذبحون الحيوان بالطريق الشرعي، إنما يقتلونه بالضرب على رأسه، أو بالخنق. وأخذت في ذلك بقوله تعالى عند تعداد المحرم من الحيوان: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ} [المائدة: ٣]، وهو ينطبق على ما كانوا يفعلون".

ويقول في "رسائل الإصلاح" (١/ ٦٦): "أقمت في عاصمة ألمانيا وبعض مدنها وقراها زمناً غير قصير، فلم أر قط سائلًا سليم البنية، بل لم أر في تلك الديار متكففًا غير نفر قليل يتكفف، إذ لا يعدم سليم البدن أن يجد هناك عملاً حيوياً إذا شاء. والتعليم هناك -وهو إلزامي- يقبح لصاحبه أن يقف موقف الاستجداء".

ويقول في جزء نوفمبر سنة ١٩٥٥ من "لواء الإِسلام": "وأذكر أني حين كنت في ألمانيا في أيام الحرب الأولى حضرت حديثاً يدور بين مدير الاستخبارات الألمانية وسكرتيره أثناء سفرنا إلى قرية "ويزندرف"، سألني المدير في نهايته، فقال: أليس كذلك يقرر ابن خلدون؟ قلت: وماذا يقرر؟ قال: إن العرب لا يصلحون للملك، ولا يحسنون حكماً للأمم. قلت: إنما خص ذلك بعهد الجاهلية. وقرر أنهم في الإِسلام أحسنوا السياسة، وقاموا بأعباء الملك خير قيام. وقد بين ذلك غاية البيان في فصل عقده في "مقدمته" ذكر فيه أن العرب أبعدُ الأمم عن سياسة الملك، فقال: "فبعدت طبائع العرب لذلك كله عن سياسة الملك. وإنما يصيرون إليها بعد انقلاب طبائعهم، وتبدلها بصبغة دينية تمحو ذلك منهم، وتجعل الوازع لهم من أنفسهم، وتحملهم على دفاع الناس بعضهم عن بعض. واعتبر ذلك بدولتهم في الملة،