لما شيد لهم الدين أمر السياسة بالشريعة وأحكامها المراعية لمصالح العمران ظاهراً وباطناً، وتتابع فيها الخلفاء، عظم حينئذ ملكهم، وقوي سلطانهم". وقد نظم في هذه الواقعة قطعة في ديوانه عنوانها:(العرب والسياسة).
وفي ديوانه قطعة دالية نظمها في ألمانيا حين زاره محمد بك فريد، وإسماعيل بك الأيوبي.
وقد ذكرت أنه عاد إلى دمشق في سنة ١٩١٨. وفي هذه المرّة وجد في الشام الحكومة العربية في عهد الملك فيصل الأول، وعهد إليه التدريس في المدرسة السلطانية كما كان أولاً. ولكن ما لبث أن بسطت فرنسا سلطانها على البلاد، فترك الشيخ دمشق إلى القاهرة؛ حيث استقر بها، وتأثل مجده، وانتشر علمه وفضله. وكان رحيله إلى مصر في سنة ١٣٣٨ هـ (١٩١٩ م).
أقام الشيخ بمصر، وأحس الغربة في مبدأ أمره، ورضي بها، وآثرها على الرجوع إلى وطنه الذي لا يزال تحت حكم الأجنبي. ويقول في ذلك:
رضيت عن اغترابي إذ لحاني ... فتى لا ينظر الدنيا بعيني
يقول: تقيم في مصر وحيداً ... وفقدُ الأنس إحدى الموتتين
ألا تحدو المطية نحو أرض ... تعيد إليك أنسَ الأسرتين
وعيشاً ناعماً يدع البقايا ... من الأعمار بِيضاً كاللجين
وقوم أمحضوك النصح أمسوا ... كواكب في سماء المغربين
فقلت له: أيحلو لي إياب ... وتلك الأرض طافحة بغين
وما غين البلاد سوى اعتساف ... يدنسها به خرق اليدين
فعيش رافه فيها يساوي ... إذا أنا سمته خُفَّي حُنين