ومطمح همتي في أن أراها ... تساوي في علاها الفرقدين
وقد عرفت مصر قدر الشيخ، وكثر أصدقاؤه ومريدوه. وكان من آثرهم وأجلهم: أحمد تيمور باشا -رحمه الله-. فقد آزر الشيخ، وكان له خير رفيق ومعين. ويقول الشيخ حين استأثر الله بصديقه الوفي:
تقاسم قلبي صاحبان وددت لو ... تمتلَّهما عيناي طول حياتي
وعللت نفسي بالمنى فإذا النوى ... تعل الحشى طعناً بغير قناة
فأحمد في مصر قضى ومحمد ... بتونس لا تحظى به لحظاتي
ويريد بمحمد: الشيخ الطاهر بن عاشور -مد الله في حياته-.
وقد قام الشيخ بأعمال جليلة، فاشترك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وأسس جمعية الهداية الإِسلامية، وأصدر مجلتها، وظلت سفر الهداية وعلم رشاد. وقول تحرير مجلة "نور الإِسلام"(وهي مجلة الأزهر) لأول عهدها. وكذلك ولي تحرير "لواء الإِسلام" فيما بعد حيناً من الدهر، ووضع الخطة القويمة لها، ونهج لها السنة الواضحة.
ولقد ضمه الأزهر إلى علمائه، وكان أستاذاً في كلياته، واختير عضواً في جماعة كبار العلماء. وكان أن وقع عليه الاختيار لمنصب مشيخة الأزهر في سنة ١٩٥٢ لأول عهد حكومة الثورة المبجلة.
واختير عضواً في مجمع اللغة العربية لأول نشأته، فكان من الذين رفعوا سمكه، ومكنوا له. واشترك في وضع الخطط التي يسير عليها المجمع، وإصدار القرارات التي يسير في هداها. ومن هذه القرارات: قرار تكملة المادة