اللغوية، وغيرها، ومجلة المجمع ومحاضره تشهد بفضله وتبريزه. وله عدة قصائد في افتتاح دورات المجمع. وكان في آخر حياته يحرص على حضور حفلات المجمع على الرغم من سوء صحته، وإن علته كثيرة نالت منه.
وأحب الشيخ مصر، وأعجبه نهضتها وقوة جيشها. وكان يتمنى لو يتاح مثل هذا للمغرب، وهو يقول في استعراض الجيش المصري في سنة ١٩٤٩:
دمعة كالثلج برداً مَجَّها ... في المآقي فرطُ بشرٍ وارتياح
إذ شهدنا عرض جيش من بني ... مصر في أسنى عتاد وسلاح
وتلتها دمعة صور لي ... حرها أنفاس مكسور الجناح
إذ ذكرت المغرب الغارق في ... لجج سود من العسف الصراح
نهضت مصر إلى المجد وما ... نهضت إلا بعزم وكفاح
أترى المغرب يوماً ناهضاً ... للعلا بين سيوف ورماح
وكان الشيخ يجهد دهره في تحرير المغرب، فكان رئيس جبهة شمال أفريقية، وكانت هذه الجبهة تضم علية الأحرار الذين يسعون إلى نجاء المغرب من حكم فرنسا الجائر. وقد يكون من ثمار هذه الجبهة: ثورة الجزائر، ونهضة تونس ومراكش. وعني بمسألة فلسطين، فأنشأ قصيدة يذكر فيها وعد بلفور، يقول:
ما وعد بلفورسوى الزبد الذي ... يطفو ويذهب في الفضاء جُفاءَ
أفبعد فتح ابن الوليد وصحبه ... للقدس وعدٌ يستحق وفاء
أننام عن إسعافهم والدين قد ... عقد ائتلافاً بيننا وإخاء
لا تنجدوهم بالتحسر وحده ... إن التحسر لا يزيل عناء