للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإفتاء والقضاء والتدريس، ولم يكن أي متخرج زيتوني من أبناء (الآفاق) (١) يستطيع أن يشق طريقه بسهولة، ولا أن يفوز بأي منصب يتقدم إليه أحد أبنائهم.

غير أن الشيخ الذي لم ينل لدى هؤلاء من الاعتبار والمكانة ما هو جدير بهما، فقد نال شهرة كبيرة وتقديراً عالياً لدى طلاب الزيتونة، وفي الأوساط العلمية والأدبية خارج الجامع، مما حمل الشيخ على الدخول في الحياة العامة بشكل بارز، وبأسلوب جديد.

* السعادة العظمى:

فقد أسس أول مجلة صدرت بتونس عام ١٩٠٤ هي مجلة "السعادة العظمى" التي أصدرها نصف شهرية، وتتابعت أعدادها إلى رقم واحد وعشرين، أي: قرابة العام.

ويبدو أنه تخلى عنها ليتولى منصب قاض شرعي ببنزرت عام ١٩٠٥، كما تولى الخطابة والتدريس بجامعها الكبير.

* دفاع عن الحرية:

"على أن هذه الوظائف لم تكن لتقيده عن القيام بواجباته الاجتماعية والإصلاحية، والمجاهرة بالدعوة إلى الإصلاح الديني والوطني. وذلك منه خلاف ما كان شائعاً -يومئذ- بين الموظفين في دوائر حكومة الحماية؛ إذ تعود الشعب أن لا يرى منهم إلا ما يرضى السلط العليا، لهذا كانت أقل حركة يقوم بها الموظف خارج الإدارة -ولو كانت مشاركة في نشاط ثقافي


(١) أي: المدن والقرى بداخل القطر.