والمدعي يغري القضاة بمصرعي ... ويرى معاناتي الدفاع سياقا
أتروع أهوال المنون متيماً ... جَرَّعْتِهِ بعد الوصالِ فراقا؟!
وقضاة حرب المتحدث عنهم: قضاة المحكمة العسكرية التي حوكم فيها عام ١٩١٦ بدمشق في عهد حاكمها العثماني جمال باشا السفاح.
ومن هذا القبيل أيضاً: نظمه بيتين في الغزل الشعبي التونسي، يقول الخضر:
خطرت فلاح جبينها ... والناس غرقي في سبات
غرّ الإمام فخاله ... فجراً وأحرم بالصلاة!
أخذه من غزل بدوي تونسي قديم:
جات ظاهرة، نادوا عليها وَلي ... وأبرق خدها، قام الإمام يصلي
ولست في حاجة إلى القول بأن البيت الشعبي الدارج أجمل وأبلغ من اجتهاد الشيخ الخضر في "تفصيحه".
على أن شاعرنا يذكر المرأة في غير باب الغزل والنسيب، مرات قليلة، في مناسبات حزينة أليمة، أولاها: فراقه لزوجته التونسية اضطراراً، حين اعتزم الهجرة إلى الشرق عام ١٩١٢، ووافقت هي على الذهاب معه، ولكن أهلها عز عليهم فراق ابنتهم؛ إذ من يدري؛ لعلها لا تعود أبداً (١).
والطريف أن كلاً منهما ظل يذكر صاحبه بالاحترام والمحبة والثناء، رغم أن كلاً منهما قد تزوج من جديد.
يقول الشيخ الخضر متحسراً على فراق شريكة حياته بالحياة:
(١) ترك معها الشيخ ابنته الوحيدة منها، ولم ينجب غيرها من كل زوجاته فيما نعلمه.