جارتي، منذ ضحوة العمر عذراً ... لأخي خطرة نأى عنه بيتك
قال يوم الوداع وهو يعاني ... سكرة البين: ليتني ما عرفتك!
وهذا معنى جميل بلا ريب، ويدل على مكارم الرجل، ووفائه وألمه في وقت واحد.
* رثاء زوجته:
وبهذه المناسبة نذكر أن الشيخ الخضر قد تزوج في الشرق ثلاث مرات -حسبما نعلم- ولكنه لم ينجب منهن أولاداً.
إحداها: في دمشق أثناء إقامته بها، في سنوات (١٩١٢ - ١٩٢٠)، والثانية: في مصر، من عائلة النجمة القاطنة بمنطقة الهرم. وقد توفيت زوجته هذه بعد عِشرة دامت زهاء ثلاثين عاماً، فرثاها بقصيدة، يقول فيها:
أعاذل غض الطرف عن جفني الباكي ... فخطب رمى الأكباد مني بأشواك
ولي جارة أودى بها سقم إلى ... نوى دون منآها المحيط بأفلاك
أجارة هذا طائر الموت حائم ... ليذهب من زهر الحياة بمجناك
حنانيك هل ساءتك مني خليقة ... فأنكرت دنيانا وآثرت أخراك؟!
وكنت أعزي النفس من قبل أنني ... أموت قرير المقلتين بمحياك
ولم أدر ما طعم المنون فذقته ... مساء لفظتِ الروح والعينُ ترعاك
فهيهات أن أنساك ما عشت والأسى ... يموج بقلبي ما جرت فيه ذكراك
* زوجة جديدة:
كانت وفاة السالفة عام ١٩٥٣، وهو شيخ للأزهر، فاضطر إلى الزواج من قريبة لها صغيرة السن؛ مما جعل الصحافة المصرية تلمزه بذلك، وتتخذ