للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من هذا الزواج غير المتناسب عمراً مغمزاً لمآرب أخرى.

وقد حقق لي -شخصياً- صديقه الوفي العلامة الشيخ محب الدين الخطيب بأن الشيخ الخضر كان "لا يحب أن يكون أعزب"، وليس من شك -عندي- في أن الشيخ الخضر قد اضطر للزواج، ومن قريبة زوجته بالذات، للأسباب التالية:

١ - ما ذكره الشيخ الخطيب من أنه لا يحب أن يكون أعزب.

٢ - لكبر سنه، وحاجته إلى شريكة حياة ترعاه، وتحدب عليه، وتقوم بشؤونه في ساعة المرض أو الشدة.

٣ - أنه لم ينجب أولاداً، وليس له أي قريب أو قريبة في مصر، مما يخفف عنه مشاعر الوحدة والوحشة والانفراد في شيخوخته.

٤ - وأنه -في رأيي- إنما تزوج قريبة زوجته؛ لأنها كانت مطلعة على حياته العائلية، فهي بمثابة القريبة، كما وأن أهل الزوجة سهّلوا ذلك له، وشجعوا عليه؛ حرصاً منهم على صيانة حياة الشيخ، وتوفير الراحة والهناء النفسي له، وهم أقرب الناس إليه، وألصقهم به، وأكثرهم إدراكاً لمتاعبه ومشاغله وظروفه.

وعلى هذا، فلم تكن زوجته الجديدة زوجه بالمعنى الحسي، بل كانت ممرضة، وراعية لحياة الشيخ في تلك المرحلة الخاصة من شيخوخته.

وهكذا يمكن القول -باختصار- بأن الشيخ الخضر لم يوافق على الزواج إلا بسبب وحدته وغربته وشيخوخته، تلك الشيخوخة التي تحتاج لمن يرعاها، ويحنو عليها، وليس كالزوجة الوفية البارة راعياً وحانياً.