* رثاء والدته:
في سنة (١٣٣٥ هـ - ١٩١٦ م) فقد الشيخ والدته، فرثاها بقصيدة يقول فيها:
قطّب الدهر فأبديت ابتساما ... وانتضى الخطب فما قلت سلاما
لست أدري أن في كفيك يا ... دهر رزءاً يملاً العين ظلاما
لست أدري أنك القاذف في ... مهجتي ناراً ومذكيها ضِراما
فإذا العين ترى عن كثب ... كيف تلقى نفسي الأخرى حِماما
يا سقاة الترب ماء هاكم ... عبراتي إن في الجفن جماما
أفلا يبكي الفتى نازحة ... سهرت من أجله الليل وناما
"بنت عزوز" لقد لقنتنا ... خشية الله وأن نرعى الذماما
ودرينا منك أن لا نشتري ... بمعالينا من الدنيا حطاما
ودرينا منك أن الله لا ... يخذل العبد إذا العبد استقاما
ودرينا كيف لا نعنو لمن ... حارب الحق، وان سل الحساما
كنت نوراً في حمانا مثلما ... نجتلي البدر إذا البدر تسامى
كان لي منك إذا أشكو النوى ... كتب تحمل عطفاً وسلاما
فادخلي في سلف قمتِ على ... هديه الحق وأحسنت القياما
واسعدي نزلاً إلى الملقى إلى ... يوم لا نخشى على الأنس انصراما
من هذه الأبيات، ومن كامل القصيدة نحسّ بصدق العاطفة، وحرارة الإحساس، ودفق الشاعرية، وصفاء التعبير. وهي خصائص لم نجدها واضحة في رثاء زوجته، وهذا دليل على بره بالأمومة، وعلى تباين الظروف التي فقد