فيها أمه أولاً، وهو في كهولته، وزوجته ثانياً، وهو في شيخوخته، وربما كان الحرج الديني هو الحاجب لعواطفه نحو زوجته، بينما كان الواجب الديني هو المحرك لعواطفه -فوق دوافعه الإنسانية- للبر بوالدته.
*. . . المؤلف:
مؤلفات الشيخ محمد الخضر حسين كثيرة العدد، غزيرة المادة، متنوعة الموضوعات.
ولئن كان معظمها بحوثاً ومحاضرات دينية وإسلامية، فإن بحوثه ومحاضراته في اللغة والأدب والنقد، وبعض جوانب التاريخ العامة كثيرة هي الأخرى.
ولعل أبرز مجال ظهرت فيه شخصيته هو مجال النقد المدعم بالنصوص والحجج الأدبية والتاريخية واللغوية.
ومن أبرز أعماله في هذا الميدان كتاب "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، وكتابه "نقض كتاب في الشعر الجاهلي" لطه حسين، فكلاهما كان سبب شهرته في مصر، واقتعاده مكاناً سامياً بين أقرانه من شيوخ الأدب ورجاله في القاهرة.
وتأتي بعد ذلك بحوثه اللغوية التي كان فيها مرجعاً وأستاذاً لا يجارى. وقد أعانته على النجاح في هذا المجال حافظته القوية جداً، وعنايته بالمراجعة والمقارنة. . مما جعله باحثاً مقتدراً بين زملائه، وأعطى لآرائه قيمة خاصة لدى المعنيين بالدراسات اللغوية (١).
(١) انظر بوجه خاص: مجلة "الفكر" الكويتية، (مجلد ١ ع ٣) (أكتوير - ديسمبر ١٩٧٠) (ص ١٩٤ - ١٩٦).