للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسلمها النقد إلى صدق الغاية" (١).

وأشهد أن الرجل، كباحث وناقد، كان رجلاً عفيف القول، نظيف اللسان، معتدل اللهجة. ولا تستطيع أن تقدر فيه هذه الخصال حق قدرها إلا إذا قرأت ردوده على طه حسين، وعلي عبد الرازق، وقرأت أيضاً ردود غيره عليهما.

والواقع أن جوانب فكره ومؤلفاته خصبة ومتعددة، ولا تستطيع هذه العجالة أن تعطيه حقه، وتوضح معالم شخصيته. وإلى أن نفعل ذلك في طبعة قادمة، نكتفي هنا بعرض مدقق لجميع ما وصلنا وتعرفنا عليه من بحوثه ومؤلفاته المطبوعة. ملاحظاً قبل ذلك ما يلي:

أولاً: أنه بدأ يحاضر ويكتب في الصحافة منذ سنة ١٩٠٤، واستمر إلى سنة ١٩٥٨، فالمدة تستغرق ٥٤ سنة على الأقل؛ أي: أكثر من نصف قرن. يضاف إلى ذلك أنه كان غزير الكتابة، كثير البحث، دائب النشاط، وهو أمر نادر جداً بين أقرانه ومعاصريه من الشيوخ (٢).

ثانياً: أن معظم إنتاجه من بحوث ومحاضرات ما زال متناثراً في المجلات والصحف التي نشر فيها. ورغم الجهد الطيب الذي قام به حفيده للأخ الأستاذ علي الرضا الحسيني المحامي بدمشق، فإن ما لم يجمع من آثاره أكثر مما جمع. ولعل عناية حفيده تتواصل حتى تشمل ما بقي.

ثالثاً: القائمة التي سنذكرها تشمل كل ما وصل إليه علمنا من كتب


(١) أنور الجندي: "الفكر والثقافة المعاصرة في الشمال الأفريقي" (ص ١٧٤).
(٢) يماثله في هذا الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.