في القول أو الفعل، وإن تستر بخداع زائف من التصايح بالحرية الفكرية، والمنهج العلمي، ويشهد الله أن لا حرية ولا منهج، ولكن الهوى يهمي وبصم!.
ما كاد الأستاذ الخضر ينزل حي الحسيين بمصر غريباً لا يعرف أحداً من الناس، ومهاجراً في سبيل الله بقلمه المجاهد الشجاع، حتى وفق لعمل بدار الكتب بأجر زهيد لا يتفق ومنزلته الكبيرة، ولكنه كان -بتوفيق الله- صلة حميدة إلى اشتهاره الأدبي، ونبوعه العلمي، ثم إلى اتصاله بأشباهه من الغُير على مقدسات الإسلام من أعلام المفكرين؛ كأحمد تيمور، ومحب الدين الخطيب، وعبد الحميد سعيد، وعبد الوهاب النجار، ومحمد رشيد رضا، ثم شاءت الأقدار أن تفتضح معركة الشعر الجاهلي، وأن يكون الأستاذ بطلاً معلماً من أبطال المعركة، يصيح بالحق، ويندد بالضلال.
لقد ظهر كتاب "الشعر الجاهلي" ينادي باحتقار كل قديم دونه في صحف الأدب والشك فيه، ويزعم أن جل ما قيل منسوباً إلى شعراء الجاهلية اختلاق زائف بغيض، وهذه الآراء مهما صادمت البداءة الواضحة، لا تحدث ضجة بين الناس يسعى إليها الدكتور طه حسين باذلاً جهده الجهيد، فلا بد إذن من الهجوم على المقدسات الدينية هجموماً لا هوادة فيه، فليتعرض الكاتب إلى القرآن المجيد، وليزعم أن حديثه عن إبراهيم وإسماعيل لا يكفي لإثبات وجودهما في التاريخ!
إذ أن رواية ذلك وتسجيله لا يكفيان لإثباته دون بحث عن العوامل القريبة والبعيدة في الرواية والتدوين!
ونحن لا نريد أن نفيض في دعوى الانتحال الشعري؛ لأنها لب الكتاب