وفحواه، وهي دراسة أدبية يتبين وجه الحق في بطلانها من أيسر طريق، ولكننا نلخص ما تورط فيه الكاتب ملحاً ليهاجم الإسلام هجوماً يرضي أساتذته من قساوسة المستشرقين، ويجعل الرجل صاحب دعوة جديدة في الفكر الإسلامي الحديث.
فالدكتور طه يعلن أن محمداً قد استغل المقدسات بمكة، وفي مقدمتها البيت الحرام الذي بناه إبراهيم؛ كيلا يفقد قوته الروحية مع صراع الشرك، فالمسألة مسألة استغلال للسيطرة فحسب، لا أن بيتاً لله بناه إبراهيم على وجه التحقيق.
والدكتور يعلن أن القرآن لم يكن جديداً على العرب، إذ أن عقائده الجديدة كانت معروفة في شبه الجزيرة بدليل عجيب يرتضيه طه وحده، وهو قبول من قبل الدين، ومعارضة من عارض؛ إذ لو لم يكن مألوفاً، ما حفل به أحد.
والدكتور طه يعلن أن دعوة الإسلام دعوة محلية، في جماعة خاصة، وفي حياة خاصة، فهي ليست دعوة عامة للبشرية كما ينطق بذلك القرآن الصريح.
ومنطق هذا كله كما يقول الأستاذ الدكتور البهي -في كتابه "الفكر الإسلامي الحديث"(ص ١٩): إن القرآن ليس وحياً لرسالة الله!! وإذا كان المؤلف النابغة قد أثبت اقتراب هذه الأفكار من كتاب "المذهب المحمدي" للمستشرق الإنجليزي (جب)، فإن الأستاذ الخضر قد استطاع أن يجد الأصل الاستشراقي الذي سطا عليه الدكتور سطواً فاحشاً فيما كتبه الدكتور (مرغليوث) في مجلة "الجامعة الآسيوية الملكية" سنة ١٩١٦، وفي كتاب