للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميعها، فلا يسقط منها شيئاً ذا بال، ثم يكون ذلك مطعناً يوجه إليه من ناقد نبيه؟! إن الغيظ وحده لم يستطع أن يخمد في نفس المنقود على تطاول الأيام به حتى وجد المنفذ على صفحات "لواء الإسلام"! ولو كان نقد الأستاذ عبد الرازق للأستاذ الخضر علمياً نزيهاً، ما تعرض لأمور شخصية لا تتصل بالبحث في شيء، ولكنه تخيل الموهوم، ثم خاله حقيقة، فتيقنه! على طريقة بعض الناس.

لقد كان تمكن الخضر في الدفاع مدعاة التقدير من ذوي الأحلام، فتقدم لامتحان العالمية بالأزهر، وكان الشيخ عبد المجيد اللبان رئيس اللجنة مع نخبة من زملائه المختارين، فأبدى الشيخ من الرسوخ والتمكن ما أدهش، حتى إن الشيخ اللبان صاح بملء فيه: "هذا بحر لا ساحل له، فكيف نقف معه في حجاج؟! ". ونال الشهادة العالمية الأزهرية، وبها صار أستاذاً في الأزهر، فمدرساً بكلية أصول الدين، بل كانت طريقه فيما بعد إلى مشيخة الأزهر ذات القدر الخطير!

وقد اتجه الأستاذ إلى تأسيس الجماعات الدينية، فكان أحد مؤسسي جمعية الشبان المسلمين، وقد وضع لائحتها الأولى مع صديقه محب الدين الخطيب، وقامت هذه الجمعية برسالتها المخلصة في هداية الشباب الإسلامي، ومحاربة الإلحاد العلمي، والنزق الخلقي، واستطاعت أن تصد هجوم الحضارة الملحدة المادية بما تقوم به من ندوات ومحاضرات، وما تنشره من صحف ومؤلفات.

وكأني بالخضر وقد شاء أن ينشئ جماعة الهداية الإسلامية؛ لتساند أختها في الدعوة إلى الله، وقد كان نشاطها علمياً أكثر منه اجتماعياً؛ إذ أن