محاضراتها المتتابعة قد وجهت الأذهان إلى كنوز الثقافة الإسلامية، كما أن مجلتها الشهرية كانت تحمل الروائع من التفسير والتشريع واللغة والتاريخ. وإذا عرفنا أن مجلة "الأزهر"، ومجلة "لواء الإسلام" قد ظلتا سنوات عديدة تصدر عن رأيي الشيخ وتوجيهه، أدركنا جهاده الشاق في مضمار الصحافة العلمية الراقية، وعرفنا مصادر متنوعة تجمع إنتاجه الدسم الفياض، هذا ولم يفت الأستاذ أن يحارب على صفحات هذه المجلات جميعها ما يند من الأقوال المتطرفة في الأدب واللغة والدين، حتى اختلف في الرأي مع أناس مخلصين لا ترقى إليهم الشبهة في علم أو خلق أو دين، ولكن العلم الأصيل شيء غير الإخلاص والخلق، فقد يكون المخلص الغيور متسرعاً ينظر إلى زاوية واحدة، فلا بد أن يناقشه إنسان مطمئن ثاقب النظر منفرج الزوايا واسع الاطلاع كالأستاذ الخضر، والنقاش بعدُ سديد مفيد.
هذا وقد اختير الرجل عضواً بالمجمع اللغوي بمصر، فأبدى من الآراء السديدة في الإصلاح اللغوي ما تشهد به مجلة المجمع، ومحاضر جلساته، وهو أول من أعلن بالمجمع صحة الاحتجاج بالحديث النبوي، وأحد من اشتركوا في معارك النقاش اللغوي حول الوضع الاصطلاحي، وحق المحدثين في وضع الكلمات، هذا غير ما خاضه من بحوث تتعلق بالاشتقاق، والتعريب، والفصيح، والدخيل، وجموع التكسير قياسية وسماعية، مما يشهد بالتخصص الماهر الفاحص في فنون اللغة والبيان، على أنه تقدم إلى هيئة كبار العلماء برسالة في القياس، يقول المغفور له الأستاذ محب الدين الخطيب عنها بمجلة "الأزهر" شعبان سنة ١٣٧٧ هـ:
"وفي أثناء إقامته بدمشق شرع في دراسة كتاب "مغني اللبيب" في علم