الأحرار، وقلب الإسلام الحنون، إليها يلجأ المستجيرون والعاملون لعز الإسلام وتحرير الأوطان:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما سر يوماً بالإياب المسافر
هناك، وقد سبقه صيته العلمي والحركي، أحاط به خبرة من علماء الجامع الأزهر وأهل الفضل ولا يعرف الفضل إلا ذووه، فانتضى قلمه المتبحر في العلوم الإسلامية، ليظهر ويحبط كيد المستشرقين والمعجبين بهم في محاولاتهم الإجهاز على المسلمين في عقائدهم وثقافتهم، بعد أن أجهزوا عليهم عسكرياً، واحتلوا أرضهم، واقتسموها بين الأقوياء منهم، فصمد إليهم الشيخ للرد على شبهاتهم واتهاماتهم، ونقض غَزْلهم أنكاثاً بما كان ينشره من المقالات والمحاضرات، وألف كتاب "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"نقض كتاب الشعر الجاهلي" لطه حسين، وفي كتاب "الغارة على العالم الإسلامي" كشف زيغ المذاهب الهدامة؛ كالبهائية، والقاديانية، ووجدت فيه الجماعة الإسلامية بمصر نعم المعين على نوائب الحق، فوقروه، وعزرّوه، أمثال: المرحوم أحمد تيمور باشا، والشيخ علي محفوظ، واقتدى به وغبطه كثير من علماء الأزهر، فأسسوا هم بدورهم المجلات والجمعيات؛ كجمعية مكارم الأخلاق، ومجلتها، وكان بينهم نشاط محمود، وتنافس وتسابق إلى الوعظ والإرشاد والتعليم والدعوة إلى الله وإلى محاسن الأخلاق.
نزلتُ القاهرة سنة (١٩٣١ - ١٣٤٨)، وزرت الشيخ في دار جمعية الهداية الإسلامية، ومجلتها بهذا الاسم، وسألني الشيخ المشوق لمعرفة أخبار تونس عما جد في مشروع التجنيس، وهو المشروع الذي فتح للتونسيين الحصول