ولولاه لضاع هذا التراث العظيم الذي لا زال مغموراً، ولم يكشف عن محاسنه بالدراسات والمناقشات الجامعية، ولم يدرس، ولم ينتفع به، فعسى الله أن يهيئ لهذا العالم المسلم المخلص من يكتب عنه، ويعرف به، وينشر كتبه وشعره وعلمه بين الشباب المسلم الناهض الذي كان عمل الفقيد العظيم من أجله، وأختم هذه الكلمة بفقرات من كلامه تيمناً وذكرى.
ختم كلمته في حفلة تأبين الدكتور ستومو الأندونيسي:
حقاً إن أرضنا لا تنبت من المجاهدين إلا قليلاً، ولا يغرنا كثرة أسماء الزعماء؛ فإن فيهم المرائي والجبان، وصاحب الذمة التي تباع بثمن بخس، ومن هؤلاء من ترونه ينوح على الإسلام علانية، ويقتل دموعه، ولكن بأنامل تبيت تطعن في مقاتله خفية، ولا عجب أن تروا الأنامل الملطخة بدم الجريح مبتلة بدموع البكاء عليها؛ فإن الذي يستطيع أن يلاقي الناس بوجهين، ويحدثهم بلسانين، يستطيع أن يتخذ دموعاً ليست من نوع الدموع التي تبعثها حرارة الإيمان على الحق.
في الزعماء ناصح للأمة يجاهد لسلامتها ورفعة شأنها، وفي الزعماء مخادع للأمة يتخذ زعامتها حبالة يصطاد بها مطمعاً لذيذاً، أو ملبساً أنيقاً، بل يتخذ زعامتها معولاً يهدم به الباقي من صرح سيادتها، وفلاح الأمة في ممايزتها بين المخلص الأمين، والمداهن الأثيم، ولا تطمح الأمة أن تسير سيرة رشيدة، أو ترقى في عزة راسخة إلا أن يكون في صدر سائسها إيمان بخالقها، وغيرة على حكمة شريعتها الإسلامية.
وقاوم الإلحاد وجمعيات التبشير ومدارسها، ونبه إلى أخطارها، ودعا إلى مقاطعتها: