أدرك علامتنا النور في يوم خير من سنة (١٢٩٣ - ١٨٧٣) في بلدة "نفطة"، واحة النخيل في جنوب تونس، البلدة التي أنبتت عدداً مباركاً من العلماء، حتى وصفوها بالكوفة الصغرى. . .
ولقد رضع علومه الأولى من بيته، من فكر أمه السيدة حليمة السعدية بنت العلامة الكبير مصطفى بن عزوز -رحمة الله عليه- التي قامت بتدريسه، مع إخوته العلوم الدينية واللغوية، حتى إنه أخذ عنها كتاب الكفراوي في النحو، وكتاب السفطي في الفقه المالكي. . .
هكذا الأم، وإلا فلا. . .!
وحين أشرف هذا الألمعي على المراهقة انتقلت أسرته إلى مدينة تونس العاصمة، واستقرت بها ...
* في الزيتونة:
وفي جامعة تونس العتيدة: الزيتونة، الدوحة المباركة بالعلم وأهله، التي لا ينضب نورها الدافق من الإسلام، ترعرع علامتنا الكبير، وزكا فكراً وأدباً، حتى حاز الشهادة العالمية في العلوم الدينية والعربية.
ولما أصبح في واحة العلم نخلة باسقة، ضمته الزيتونة أستاذاً ومربياً. وفي أيلول من عام ١٩١٢ غادر تونس وزيتونتها، وفي نفسه حرقة، وفي ضميره ثورة، وفي العين عبرة. . .
* الرحيل:
لماذا يرحل هذا الطود الشامخ من العلم؟
أملَّه الأهل والأحبة؟ أم ملّ هو من الأهل والأحبة. . .؟