للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتزاز للمجتمع المصري أعلاماً من تونس لم يكن لاسمهم ولسيرتهم من ذكر في مصر (١)، فأي تعبير عن حب الوطن، والوفاء له، أصدق من ذلك؟.

هو في القاهرة بين إخوته العرب، فعليه إذن أن يؤدي شرف الأمانة الذي يحمل، وأن يقدم لهم كل ما يمليه عليه ضميره من واجب النصح، والعمل البناء الهادف ..

ولذلك كان المعلم الأمين، وكان المرشد الصالح، والمربي الصدوق ..

وجد في مدارس الدولة تقصيراً في التعليم المديني، فوجه المذكرات للسلطة لإصلاح ذلك (٢).

وسمع بانحراف بعض أساتذة الجامعة عن أصالة الفكر العربي، فحذر من ذلك وزارة المعارف، ونبه على الخطر الذي ينزل بالأمة بسبب التهاون، والتغاضي عن ذلك .. وصدق؛ لأن النار من مستصغر الشرر.

هو في القاهرة، وما يشغله حب وطنه، ولا خدمة المجتمع الذي يعيش فيه عن خدمة دينه وشريعته.

ولذلك فقد اشترك في تأسيس (جمعية الشبان المسلمين) التي كانت في طليعة الجمعيات الهادفة إلى تربية الشباب المسلم تربية صالحة قويمة.

ومن فكره البنّاء ولدت (جمعية الهداية الإسلامية)، وكان هدفها: "أن تعرض حقائق الدين الحنيف، وحكمة تشريعه في صورتها الخالصة النقية، وأن تبحث في تاريخ رجال الإسلام من العرب وغير العرب، وأن تنبه على


(١) "تونس وجامع الزيتونة".
(٢) "الدعوة إلى الإصلاح" (ص ١٤٨، ١٥٩).