للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كان لهم من عبقرية في العلم، أو فضل في البيان، أو شرف في الأخلاق، أو رشد في السياسة .. " .. وأن تعمل على رفع التجافي بين الفرق الإِسلامية، ولعلها تستطيع بتأييد الله وبوسيلة مجلتها (١) الضاربة في الشرق يميناً وشمالاً أن تضع مكان التجافي إلفة وسلاماً، وإذ عز على زعماء هذه الفرق الوصول إلى تقليل مواقع الاختلاف في الآراء، فلا يعز عليهم أن يخففوا وقعه في القلوب، ويكفوه عن أن يشيع فيها فاحشة التقاطع والقصد إلى الأذى ...

وحين طلع على العرب طه حسين بآراء في الشعر الجاهلي، استقاها من مدرسة الاستشراق، من (مرجليوث، وسانتيلانا) على وجه الخصوص، وفيها ما فيها من نيل يمس الإسلام في كتابه الكريم، هبّ علامتنا الكبير للرد على ذلك بعنف، وصدق لهجة (٢)، وكذلك فعل أديب العروبة والإسلام مصطفى صادق الرافعي في كتابه الرائع "تحت راية القرآن"، وأكرمْ بها من راية! .. وحين طلع علي عبد الرازق على العرب بكتاب "الإسلام وأصول الحكم"، وفيه يجعل ديننا -الذي اختاره الله سبحانه ليكون نوراً للبشرية في مسيرة حياتها- مجردَ عبادات وأذكار فحسب، نهد أستاذنا الكبير -وهو فارس هذا الميدان- للرد على ذلك، وإظهار ما في هذا الدين الخالد من نظام شامل لشؤون الحياة في السياسة وأصول الحكم، وفي الفقه والمعاملات، وفي تنظيم أمور المجتمع على أقوم نظام، وأعدل تشريع (٣).


(١) مجلة "الهداية الإسلامية".
(٢) "نقض كتاب في الشعر الجاهلي".
(٣) "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم".