للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتجه إلى الشباب في ترجمته للخليفة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -:

"إن من الأسباب التي جعلت كثيراً من شبابنا يُسرفون في إكبار رجال أوربا، ولا يرفعون رؤوسهم فخراً بعظماء الشرق: أنهم لم يدرسوا تاريخ علمائنا بعناية ورويَّة وإنصاف" (١).

وأن هذا السبب هو الذي "دعا رجال (جمعية الهداية الإسلامية) إلى أن توجه همتها إلى إلقاء محاضرات في إحياء ذكر رجال نبغوا في العلم، أو برعوا في السياسة، أو كانوا مُثُلاً كاملة في الأخلاق، والآداب" (٢).

وأشار إلى تطور الجانب السياسي بتعاقب الخلفاء، والانتقال من عهد الخلافة الراشدة إلى المُلْك العَضوض (٣).

فالخلفاء الراشدون قامت دولتهم على العدل في السياسة، وإيثار الحق، ثم جاء بعدهم خلفاء فقدت معهم الخلافة شيئاً مما كانت تعهده في أولئك، وشعر الناس بالفرق الواضح بين العهدين، وما زالت تلك الأساليب تتزايد حتى كادت تذهب بمعظم ما جاء في الإسلام "من عدل وحرية ومساواة" (٤)، وجاء فتى هو عمر بن عبد العزيز، في العهد الذي صارت فيه الخلافة إلى ملك عَضوض؛ ليقيم شريعة، ويبسط العدل والأمن، ويرفع راية العلم، ومقام العلماء، فكان يستشير مجلساً من العلماء والخبراء؛ ليدلوا على الظلم إذا


(١) المصدر نفسه (ص ٣٥).
(٢) المصدر نفسه (ص ٣٦).
(٣) المُلْك العضوض: فيه عسف وظلم.
(٤) المصدر نفسه (ص ٣٦).