للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقع من عماله، ويبدي رأيه في هذا: "وكذلك يكون حال من يتقلد الولاية وليس صالحاً، أما من يتقلدها للمباهاة، واتباع الشهوات، وطول الباع في اضطهاد الضعفاء، فلا يرتاح له بال إلا أن يضع على أفواه دعاة الإصلاح كمائم، أو ينفيهم من الأرض" (١).

ولما قدّموا إليه مراكب الخلافة من الخيل والبراذين، قال: ما هذا؟ قالوا: مراكب الخلافة، فقال: "دابتي أوفقُ لي، فركب بغلته، فجاء صاحب الشرطة يسير بين يديه بالحربة، فقال: تنحَّ عني، مالي ولك؟! إنما أنا رجل من المسلمين" (٢).

وعلّق الشيخ الخضر على هذا: بأن الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يكن حريصاً على الولاية، وهذا "يعين الرجل على السير فيها باستقامة دون أن يخشى سخط شخص، أو رهط من الناس، وإن بلغوا منتهى الوجاهة، أو عرفوا من وسائل الكيد ما لم يعرفه أحد من قبل" (٣).

كما علَّق على ردِّ المظالم الذي قام به الخليفة، ونقض بعض ما كان يفعله غيره من الخلفاء: "أما ما يفعلونه استبداداً وعدواناً، فهذا ما يجب على من أتى بعدهم أن ينظر في شأنه، ويردّه عليهم بكل قوة، وكذلك فعل عمر ابن عبد العزيز" (٤).


(١) المصدر نفسه (ص ٣٨).
(٢) المصدر نفسه (ص ٣٩).
(٣) المصدر نفسه (ص ٤٠).
(٤) المصدر نفسه (ص ٤١).